Saudi Arabia (المملكة العربية السعودية) (18/04/2023)
بدأت قصتي من سن صغيرة جداً.. طفولة قاسية جداً فيها عنف، قسوة، تجاهل، وِحدة، وأسوأ ما فيها كانت الوحدة، شعور بالرفض، عدم وجود حب، تنمر على شكلي، مما كوّن مني طفلة غاضبة جداً وعنيفة مع من حوله لا أحد يحب هذا الطفل، لا أحد يتقبله، كبرت وكبرت معي هذه العُقَد، كنت دائماً أشعر أني مختلفة ومرفوضة ودائماً أحاول جاهدة لإرضاء الناس وعندما لا يرضون عني أكتئب، عصبية جداً لدرجة فقدان السيطرة على ذاتي، في داخلي غضب دائماً لا يوجد تبرير له.
حاولت الانتحار مراراً ولم ينجح الأمر، حاولت جاهدة أن أثبت نفسي للناس وأن أرضيهم ولكن دون جدوى اجتهدت كثيراً وبدون جدوى ولم أكن أعرف أين الخلل!
في يوم ما قلت هنالك خلل بي ولكن لا أعلم ما هو! فبدأنا بالبحث عن أخصائيين نفسيين وجربت هنا وهناك ولكن بلا جدوى! وكانت نوبات الاكتئاب كل فترة وأخرى تأتي أقوى من الفترة التي تسبقها حتى أتى يوم فقدت السيطرة فيه على الأمور، تركت عملي وبدأت حياتي تنهار تماماً، ضيق واختناق وشعور بالبكاء وانهيار نفسي لا أعلم ما سببه! كل الذي أعرفه أني ما عدت أستطيع الاستمرار في العطاء أو العمل وبعدها بدأت أعراض المرض تخرج واحدة تلو الأخرى فذهبت لشيخ فقال لي أني ممسوسة وأني قد أكون شربت سحر وبدأت العلاج مع الشيخ مما أدى بي إلي حال أسوء! قلق وخوف، آلام في المعدة وأعراض كأنها تثبت أنني فعلاً ممسوسة، أصبحت لا أستطيع النوم لوحدي بل مع مرور اليوم لا أستطيع النوم من الخوف والقلق وأستمرت الأعراض حتى أصبحت أسمع أصوات في داخل غرفتي!
أصبح الوضع الآن هاجساً، إلي أن دخلت نوبة اكتئاب حادة لا آكل لا أشرب لا أستحم، حاجات الإنسان الأساسية اليومية ما عدت أستطيع أن أفعلها وبعدها توجهوا أهلي بي للصحة النفسية وبدأت علاج للاكتئاب، توقفت حياتي لمدة سنة ونصف كانت معاناتي فيها من أصعب ما يكون فقدت الأمل بالله، فقدت الأمل بكل شيء كنت انتظر اللحظة التي يأخذ الله فيها أمانته وبل حاولت الانتحار، وبعد صرف الأدوية من الصحة النفسية التي كانت مسكن لآلامي فقط.
لم تعد حياتي كسابق عهدها أصبحت كالآلة بلا مشاعر ولكني أفضل بقليل أستطيع أن آكل أو أشرب أذهب للعمل ولكن جسد بلا روح، مثقلة، كلي هموم كلي ألم، بشرتي باهتة فقدت كل مواهبي في العمل وقدراتي فقدت كل ما أملك قررت وقتها أن أبدأ في العلاج بدون دواء وبدأت العلاج مع دكتور شادي مكي والحمدلله بفضل من الله وبفضل دكتور شادي اليوم أنا اكتب قصة نجاحي التي بدأت من عيادة مطمئن ومن خلال هذا الرجل العظيم الذي أخذ بيدي للنجاح، بدأت في تطبيق البرنامج العلاجي وكان فيه صعوبة علي مبدئياً ولكن كنت أبحث عن النجاة بأي طريقة كانت، ومع الجلسات بدأت تظهر أشياء قديمة جداً من طفولتي أثرت علي في مستقبلي وبدأنا نحلها واحدة تلو الأخرى، كان بي قلق وخوف ومرات كنت لا أستطيع النوم، فوضى عارمة في رأسي لم أكن أستطيع السيطرة عليها، غضب شديد بعد كل جلسة كنت أشعر بالآلام في البطن أو صداع في الرأس وكان يقول لي دكتور شادي طبقي البرنامج، اللي كان فعلاً زي المسكن راحة وطمأنينة للنفس حتى وصلت اليوم للراحة النفسية والطمأنينة والسعادة والرضا والقناعة والنجاح على صعيد العمل والأسرة والصداقات الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً شكراً دكتور شادي ومستمرة في العلاج حتى أصل لبر الأمان مع دكتوري الغالي شادي.