(08/06/2020)
إن ما ندركه في عقولنا من أفكار ومعتقدات كفيل بأن يتحقق على أرض الواقع بكل يسر وسهولة، سواءً كان إيجابًا أو سلبًا. فإذا اعتقدت في نفسي أنني قادر على صناعة التغيير وإحداثه، فهذا الذي سيحصل كما لو أنني اعتقدت أنني شجاع وبطل، وأستطيع مواجهة التحديات، فهذا الذي سيحصل.
وأستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل على رجل مريض فقال له: (لا بأس طهور، فقال الرجل: بل حمّى تفور على شيخ كبير، تُزيره القبور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذًا). وقد قيل إن هذا الرجل توفي بعد أيام.
إن الشيء الذي نعتقده بداخلنا هو ما سيحدث لنا في الغالب. وفي كثير من الحالات النفسية، وحالات الفشل في التغيير لدى كثير من الناس مرتبطة بالاعتقادات السلبية، كما أن كثيرًا من الناجحين يعتقدون في أنفسهم أنهم قادرون على صنع النجاح وبلوغ المرام وتحقيق الهدف فيكونون كذلك.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء.) الحديث.
يقول وليام جيمس “عالم النفس الأمريكي”: (إن القوة التي تحرك العالم كامنة في عقلك الباطن. إن عقلك الباطن يتسم بذكاء مطلق وحكمة لا حدود لها، وهو يتغذى على ينابيع خفية، ويسمى قانون الحياة. وأي شيء تطبعه في عقلك الباطن، فإنه سيبذل جهودًا جبارة لتحقيق هذا الانطباع في الواقع العملي، ولذا يتعيّن علينا أن نطبع في عقلنا الباطن أفكارًا صحيحة وبناءة).
ومن الحماقة أن نؤمن بشيء يؤذينا أو يضرنا. إذ علينا أن نتذكر دائمًا أنه ليس الشيء الذي نؤمن به هو الذي يؤذينا أو يضرنا، ولكن الاعتقاد نفسه، أو الفكرة التي في عقلنا هي التي تسبب لنا النتائج كما حصل للرجل الكبير في حوار الرسول صلى الله عليه وسلم معه، حيث قال له فنعم إذًا.
وإن كل تجاربنا وأفعالنا وكل الأحداث والظروف التي في حياتنا هي انعكاسات وردود فعل للاعتقاد الذي في عقلنا الباطن. لذلك قل لي ماذا تعتقد أقل لك ماذا تكون.
الآن. تستطيع أن تغيّر معتقداتك السلبية إلى إيجابية، واثقًا بالله تعالى، لنبدأ رحلة التغيير نحو تحقيق الهدف المأمول. ولنواصل الرحلة سويًّا علينا تحويل الفشل إلى نجاح. كيف؟ تابعونا لنعرف. في حفظ الله ورعايته.
المصدر: صحيفة المدينة