(08/06/2020)
كلنا ذلك الشخص الذي يرغب بالتأثير في سلوك الآخرين نحو الأفضل بسهولة في الأداء وقوة في التأثير، وطموحنا أن نكون أداة تغيير فاعلة في المجتمع، وإذ أننا نود ذلك فمن الجميل أننا نقرأ لنستفيد ونفيد، لنرقى بأنفسنا وغيرنا نحو الأفضل إذا علمنا أن النفس البشرية عجيبة وأسرارها كثيرة.
في هذا السياق سأتحدث عن إحدى أساليب التأثير في الآخرين وهو أسلوب التأطير.
والتأطير: هو وضع إطار للسلوك الذي نرغب حدوثه عند الطرف الآخر عن طريق استخدام اللغة الحوارية (الملفوظة أو المكتوبة).
ملاحظة: قد نحتاج لفترة من التدريب حتى نستخدم أسلوب التأطير في حياتنا اليومية بشكل اعتيادي وبمهارة عالية.
يستخدم أسلوب التأطير في :
- العلاقات الزوجية
- التعامل مع الأبناء
- الطلاب في المدارس
- الموظفين وزملاء العمل
- .التعامل مع الآخرين بشكل عام
وسأوضح أمثلة حول أسلوب التأطير وكيفية استخدامه بشكل أفضل، فمثلاً في تربية الأبناء: عندما يكون ابني بحاجة لشحذ همته في الدراسة أستطيع أن أخاطبه بأسلوب بسيط يتضمن هذه العبارة دون أن يشعر الابن.
فأقول له: وأنت حريص على الدراسة ورفع مستواك التعليمي أريدك أن تجتهد أكثر في ترتيب وقتك للمذاكرة حتى تحصل على درجات أعلى.
الإطار الذي وضعته في هذه العبارة هو (الحرص على الدراسة ورفع المستوى التعليمي) وقد يكون في الواقع ليس كذلك، ولكن بعد التأطير سنجد أنه تأثر لا محالة ولو بنسبة 50 %.
مثال آخر: ” صحيح أنك مؤدب وحريص على رضا الله عز وجل ورضا الوالدين، ومع هذا أريدك أن تتحدث مع والديك وأنت خافض صوتك أكثر من ذلك “.
الإطار هنا الذي وضعه الأب هو إطار (حرص الابن على رضا الله ورضا الوالدين مع وجود الأدب) ويمكن استخدام التأطير عن طريق استخدام التقنية الحديثة (رسائل جوال ـ وسائل التواصل الاجتماعي).
مثال آخر: ” صحيح أنك ابن رائع ومؤدب وخلوق وطائع لوالديك، ومع هذا يابني أريدك أن ترتقي أكثر في طريقة تعاملك مع إخوانك بأن تتفاهم معهم مستقبلا بالحوار الهادف أكثر من ذلك بدلا من الضرب والشجار “. هنا سأؤطر ابني بإطار الأدب والأخلاق والطاعة ثم أطلب منه ما أريد.
تستطيع أن تتخيل أخي القارئ لو قلنا له تفاهم مع إخوانك يابني ولا تضربهم . (فقط دون استخدام أسلوب الـتأطير) فماذا سنتوقع نسبة التأثير في سلوكيات الابن؟ أترك لك عزيزي القارئ الإجابة.
لزيادة استيعابنا بهذا الأسلوب يلزمنا بعض التطبيقات …
سأترك لكم إبداعكم في طرح بعض الأمثلة في التأطير في الحياة الزوجية والعملية والأسرية مع جانب تربية الأبناء.